بقلم آلان جوردان، رئيس تحرير صحيفة لا تريبيون دي ناسيون
في عالم مضطرب بسبب التوترات الجيوسياسية، والحروب المعلوماتية، وتصاعد التناقضات الأيديولوجية، يُعد تطوير شبكة من الوسائط الرقمية المتخصصة في العلاقات الدولية اليوم ضرورة ديمقراطية ملحة.
فمن خلال منصات إخبارية مثل La Tribune des Nations الناطقة بالفرنسية، ونشرة Europolitik الإنكليزية، أو المشهد الجيوستراتيجي من جنيف (GenevaStrategics.org)، تمتد شبكتنا عبر عدة قارات وتخاطب جمهورًا متعدد اللغات – بالفرنسية، والإنجليزية، والعربية، وقريبا بالإيطالية – يتوق إلى فهم ما وراء مظاهر الأحداث.
وتستند هذه المنصات الإخبارية على الثروة الفكرية التي يتميز بها “المرصد الجيوستراتيجي في جنيف”، وتستمد إلهامها من روح الانفتاح والحوار والتسامح التي تميز مدينتنا. فجنيف هي أرض التوسط ما بين الفرقاء في العالم أجمع. وهي تلهمنا بتناول مختلف للراهن: صحافة وتحليل مبنيان على الدقة، والتريث، والتعددية.
نحن لا نؤمن بصدام الحضارات ولا بالفكر الأحادي. ما ندافع عنه هو نهج منفتح في تقديم المعلومات، قائم على الاستماع، والتبادل، والفهم. لأن فك شيفرة عالم معقد بهذا الشكل يبدأ بمحاولة فهم الآخر – وهو ما يتطلب بالضرورة منحهم حق التعبير.
وتكمن قوتنا أيضًا في تنوع كتابنا. فإلى جانب المقالات التي يكتبها صحافيونا، ننشر تحليلات يحررها باحثون وطلاب دكتوراه وطلبة من بلدان متعددة، يثرون النقاش بوجهات نظر جديدة، غالبًا ما تكون غائبة عن وسائل الإعلام الدولية الكبرى.
ففي زمن تهيمن عليه السرديات الثنائية والتوترات الرقمية، من الضروري أن نخلق فضاءات جديدة للتفكير، لا للمواجهة. فضاءات يُلقى فيها الضوء على الوقائع من أجل توضيحها، وليس لاستغلالها. إنها هذه هي المهمة التي نسعى لتحقيقها بكل عزم وتصميم، فنحن نريد التفكير من أجل العالم بدلًا من تبسيطه.